يدعم الأميركيون من كلا الحزبين بأغلبية ساحقة مساعَدةَ المترجمين الأفغان، وغيرهم ممن ساعدوا في المجهود الحربي، على دخول الولايات المتحدة بعد استيلاء حركة «طالبان» السريع على السلطة، وهو عرض نادر للوحدة وسط السياسة الداخلية المتزايدة الاستقطاب. وبشكل متزايد، قال 81% من الأميركيين إنه يتعين على الولايات المتحدة دعم الأفغان الذين عملوا مع القوات والمسؤولين الأميركيين في السنوات الأخيرة، وفقاً لاستطلاع نشرته «سي بي إس نيوز» و«يوجوف» يوم الأحد. وأضاف الاستطلاع أن 90% من «الديمقراطيين» و76% من «الجمهوريين» أيّدوا مثل هذه الجهود.
ومع عودة «طالبان» إلى السيطرة، يمكن أن يواجه آلاف الأفغان الذين عملوا كمترجمين وكمتعاونين مع أجهزة الاستخبارات إلى جانب القوات الدولية انتقاماً محتملاً.ووجد الاستطلاع أيضاً أنه على الرغم من موافقة 63% على سحب القوات الأميركية من أفغانستان، فقد قال معظمهم، إنه كان من الممكن التعامل مع الانسحاب بشكل أفضل. وقالت أغلبية (44%) إن سحب القوات تمت معالجته «بشكل سيء للغاية» وقال 67% إن الرئيس جو بايدن فشل في وضع «خطة واضحة» لإجلاء المدنيين الأميركيين. وتم إجراء الاستطلاع مع عينة تمثيلية على المستوى الوطني ضمت 2142 مقيماً بالغاً في الولايات المتحدة، تمت مقابلتهم الفترة بين 18 و20 أغسطس الجاري، بهامش خطأ أكثر أو أقل من 2.3%.
وقال بايدن يوم الأحد، إن الولايات المتحدة وشركاؤها قاموا بإجلاء ما يقرب من 28 ألف شخص من أفغانستان منذ 14 أغسطس، من بينهم 11 ألفاً في نهاية هذا الأسبوع. وأضاف أن القوات التي تقودها الولايات المتحدة وسّعت محيط مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، حيث كان الناس يتدافعون للصعود على متن الرحلات الجوية بغية الفرار من حكم «طالبان».
وتعد نتائج الاستطلاع ملفتةً للنظر في ضوء الانقسامات حول كيفية التعامل مع اللاجئين الأفغان، والتي ظهرت مؤخراً بين المحافظين. ويرى العديد من «الجمهوريين» في الكونجرس أن الولايات المتحدة يجب أن ترحب باللاجئين الفارين من البلاد لمنع حدوث أزمة إنسانية، وخاصة بين الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة. وقد وصل حوالي 200 مترجم أفغاني وأسرهم إلى ولاية فيرجينيا، ليتم إعادة توطينهم في جميع أنحاء المقاطعة، في أولى عمليات إجلاء مخطط لها لآلاف المعرّضين للخطر بسبب عملهم مع الولايات المتحدة. ومن جهتها، قالت «طالبان» في يونيو الماضي إن المترجمين الفوريين السابقين ليسوا في خطر، لكن يجب أن «يظهروا الندم».
كما وعدت مؤخراً بإصدار عفو عام، وسعت للتأكيد على أن «طالبان» اليوم ليست هي الجماعة التي كان يعرفها العالم منذ آخر مرة وصلت فيها إلى السلطة. ومع ذلك، كانت هناك تقارير عن متشددين يتنقلون من منزل إلى منزل، سعياً لاستئصال مسؤولي الأمن الأفغان والأشخاص الذين ربما عملوا مع القوات الأميركية أو قوات «الناتو» في المدن الكبرى.
إن مسألة مساعدة المترجمين الأفغان ليست مقصورة على الولايات المتحدة. وقد أثار تعامل الحكومة الألمانية مع موظفيها المحليين ونحو 400 أفغاني كانوا يعملون مع الجيش الألماني ووكالات أخرى، انتقادات شديدة في ألمانيا. وتبادلت الوزارات والمسؤولين إلقاء اللوم حول سبب فشل البلاد في اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن عمليات الإجلاء، مما زاد الضغط قبل الانتخابات التي تشهد خلافات شديدة والمقرر إجراؤها في سبتمبر.
عديلة سليمان*
*صحفية بمكتب «واشنطن بوست» في لندن.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»